الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الحبيب الراشدي (الأمين العام لنقابة اطارات وأعوان السجون) المرزوقي غالط العالم برواية سجن الناظور

نشر في  26 مارس 2014  (10:53)

 أي واقع للسجون التونسية بعد أكثر من 4 سنوات من الثورة، ماذا تغير؟وما بوادر الإصلاح في المنظومة السجنية.وما حقيقة تسريب المخدرات والهواتف النقالة داخل بعض السجون ومواضيع أخرى كشفها لنا الحبيب الراشدي الأمين العام للنقابة الأساسية لإطارات وأعوان السجون في الحوار التالي.


كيف تقيمون واقع السجون التونسية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الثورة؟
واقع السجون التونسية يكاد يكون أكثر إيلاما لماكان عليه قبل الثورة.سواء على مستوى التسيير الإداري أو على مستوى واقع السجون التي لا تزال مكتظة بالنزلاء مع ما تشهده بعضها من تجاوزات خطيرة،كما أننا لاحظنا أن عديد الملفات لم يقع فتحها والتحقيق فيها مثل ملف النادي الرياضي للسجون والإصلاح  الذي تم نهبه وإتلاف الأرشيف الخاص به،مثله مثل ملف مركز قمرت الذي يحتوي على 12هكتارا تحول إلى مرتع للمنحرفين والباحثين على الكنوز كما تم نهب البناءات التاريخية  والتي تعود إلى 150سنة تقريبا وكذلك ملف التزويد والتزود الخاص بالمحروقات التي تمتع بها المسؤولون السابقون وبعض الحاليين دون وجه حق. كما أننا لاحظنا أنه وقع تكليف مقتصدين غير مختصين  بينما أصحاب الشهائد في التصرف المالي مجمدون بالعشرات بالإدارة العامة للسجون،أكثر من ذلك من يصدق الان أن الإدارة العامة للسجون لا تملك مقرا قارا منذ تأسيسها رغم تحوزها على عديد الأراضي الصالحة للبناء؟لكن الأخطر من كل هذا أن رموز العهد البائد يريدون العودة للتحكم في مفاصل الإدارة العامة للسجون لمواصلة النهب والسرقة .
كثر الحديث عن ملف  العفو عن المساجين وتتحدثون عن خروقات وتجاوزات في هذا الملف لو تكشف لنا ذلك؟
بصراحة عندما نعلم أن من وجدت على رأس إدارة الشؤون الجزائية هي أخصائية نفسانية بعيدة كل البعد عن  اختصاص القضاء وهي المسؤولة الأولى عن ملفات طالبي العفو تدرك حجم الإخلالات في هذا الملف الحساس الذي تحول فيه العفو إلى خطر يهدد أمننا لأن نسبة العود ارتفعت إلى ما بين 60 و70 في المائة وهي نسبة كبيرة وبالتالي أفرغ هذا الملف من محتواه وأصبح كل من هب ودب بإمكانه التمتع بالعفو .فعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر بأن شقيق الوزير العدل  السابق منح السراح الشرطي رغم أنه مورط في قضية أخلاقية خطيرة لا يمكنه بسببها التمتع بالسراح الشرطي ؟لا شك أنه كان هناك تواطؤ من لجنة العفو وهو ما سيكشف عنه البحث في القضية المرفوعة في هذا الشأن.
وماذا عن التجاوزات داخل السجون؟
هي عديدة يكفي أن نذكر بأن بعض الإداريين والإطارات السجنية  مورطون  في بيع المخدرات للمساجين ورغم أننا صرحنا بذلك وأطلقنا صيحة فزع إلا أن الإدارة لم تكلف نفسها لفتح تحقيق في الغرض، أكثر من ذلك الجميع الان أصبح يدرك أن بعض المتهمين في قضايا الإرهاب والموقوفين على ذمة هذه القضايا كانوا يستعملون هواتف جوالة من داخل الزنزانات والسؤال المطروح من مكنهم من هذه الأجهزة ؟ولماذا لم يقع الكشف عن المتورطين .ويكفي أن نذكر بالحادثة الأخيرة بالسجن المدني ببلاريجيا حيث قام ثمانية مساجين بطعن أجسادهم بشفرات حلاقة بسبب عدم منحهم عفوا بمناسبة عيد الاستقلال وهي حادثة تطرح عدة أسئلة منها، كيف تم إدخال شفرات الحلاقة إلى داخل الزنزانات ومن ساعدهم في ذلك؟
كما أننا اكتشفنا أن مدير الوحدات السجنية الذي وقعت ترقيته بعد أن كان مديرا لسجن برج الرومي أيام الثورة حيث لقي 12سجينا حتفهم مورط في قضايا القتل تلك وهو مفتش عنه من أجل تلك القضايا  ورغم ذلك تقع ترقيته,وكأننا بدولة الفساد والاستبداد تعود من جديد وتطل بظلالها من خلال هذه الترقيات والتعيينات المشبوهة.
هل فعلا لم يقع غلق سجن الناظور وهو ما أعلنه رئيس الجمهورية في الحادثة الشهيرة  عندما أطلق  العصفور من القفص؟
لا لم يغلق وهي من المغالطات الكبرى التي طالعنا بها المرزوقي حينها والطريف أن فريقا من تركيا جاء إلى بلادنا واتصل بنا لنمكنه من زيارة السجن الشهير الذي تحول إلى متحف لكننا أعلمناه بأنه مازال سجنا بسجنائه وسجانيه
نأتي الان إلى موضوع الإرهاب ذكرتم بأن هناك من أراد للشعانبي أن يكون منطقة إرهابية ما هي أسباب ذلك؟
نعم للأسف جبل الشعانبي ما كان له أن يكون بؤرة للإرهابيين لولا ما قام به وزير الفلاحة السابق الذي عمد إلى طرد كل حراس الغابات وتعويضهم باخرين وهذه حقيقة لا ينكرها أحد،ونحن نعلم أن هؤلاء الإرهابيين ليسو بالقوة الضاربة لكن ظروفا عدة ساهمت في انتشارهم كالأمن الموازي الذي عشش في وزارة الداخلية طيلة تولي علي العريض لوزارة الداخلية.
وما الذي يغذي الإرهابيين برأيك؟
تغذيهم الإشاعات وتغذيهم للأسف بعض الجمعيات التي تدعي الدفاع عن حقوق السجناء ونحن ندرك أن كثيرا من الجمعيات تساهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة في مساعدة الإرهابيين كماتفعل ذلك أيضا  بعض الأحزاب وقد لاحظنا في المدة الأخيرة هجوما على وزارة الداخلية من أجل الحط من عزائم أبنائها ونحن نحذر من ذلك فالإرهاب لم يضرب سوى الأمنيين والعسكريين وهذا دليل على أن هناك حملة ممنهجة لاستهدافهم ونعتهم بالطواغيت وكنا ننتظر أن يكون التضامن معهم وشد أزرهم من الجميع لا التشكيك في عملهم واتهامهم  باستعمال العنف المفرط أو التدخل في عملهم من خلال انتقاده والتشكيك فيه .
ماهي أهم المقترحات والإصلاحات التي تريدون القيام بها لإصلاح المنظومة السجنية؟
لا بد أولا من مراجعة قانون النظام الداخلي لسلك السجون والإصلاح لتحديد العلاقة بين العون والسجين ومراجعة هيكلة السجون والإصلاح، وأيضا إعادة تهيئة البنية التحتية بالمقاييس الدولية بما يتلائم وتطبيق منظومة الإصلاح ، ومراجعة عمليات الانتداب والتكوين وعمليات التعيين في الوحدات السجنية.


حاوره: عبد اللطيف العبيدي